Monday, February 27, 2017

فى وجه العاصفة : السحر و الساحر ( الجزء الثالث و الاخير )

مساء الخير 

باعدام رسل هولاكو اتحط المماليك و المغول على سكة صدام اكيد
فالاعدام رسالة استهانة و احتقار لهولاكو و بيهز هيبته امام رجاله و فى مجتمع المغول القبلى الاحترام و الهيبة قبل كل شئ و الا  الكل يطمع فيك و بالتالى امر بتحريك كل قواته فى الشرق الاوسط و اللى كان عددها يفوق قوات المماليك بنسبة 10 : 1 و اتجه لمصر 

اما عن الوضع فى مصر فالارتباك كان سيد الموقف فالحرب محتاجة تجهيزات و اسلحة و تدريب و الخزانة فاضية , اول فكرة جات لقطز هى فرض ضرائب جديدة على المصريين لكن العز بن عبد السلام احد اكبر المشايخ فى الوقت دا رفض ان المصريين يدفعوا اى حاجة قبل ما المماليك يتنازلوا على جواهرهم و الزينة و البهرجة اللى فوق الوصف اللى فى بيوتهم 

فالمملوك بعد ما بياخد وضعه كان بيهتم جدا بجمع المال و شراء كل ما هو غالى و نفيس , يمكن تعويض عن طفولة قاسية و يمكن بيأمن مستقبله خاصة ان الاحساس بالغربة و الوحدة كان ملازمهم وسط شعب حياته كلها مرتبطة بالعائلة فيقال عن الفارس المملوكى انه لما كان بيطلع فى حملة كان بيبلبس افخر ثيابه و كذا طبقة من الارواب الحرير و الملابس الفاخرة و يشيل معاه اغلى اسلحته و كمية كبيرة من الاموال , فان مات يذهب كل دا معه لان فى الاغلب زمايله حيستولوا على كل ممتلكاته بعد موته و ان اتأسر او هرب ممكن يفتدى نفسه او يرشى الحراس او يشترى احتياجاته بشئ من الجواهر و الملابس دى 

و على ذلك فالعز بن عبد السلام كمصرى فاهم الطبع المهبب دا عند حكامه و لعب عليه  و قطز مقاوحش كتير و بدأ بنفسه و اتبرع بكل جواهره و زينة خيوله و تبعه باقى الامراء و ابتدت الفلوس تتدفق على الخزينة لكن فى الاخر برضه تم فرض ضريبة على المصريين لاكمال التجهيز و ان كانت اقل من اللى كانوا حيدفعوه من غير اقتراح ابن عبد السلام و بدأت عجلة الحرب تتدور

فى الوقت دا هولاكو عرف ان اخوه مونجو خان مات و فى دعوة لاجتماع امراء المغول لاختيار خليفة له , فسحب فورا اغلب قواته و رجع عشان يطالب بحقه فى العرش و ساب باقى الجيش مع واحد من قادته الاكفاء ( كتبغا ) و امره باكمال الحملة و بينما كان الجيش المغولى بيتقدم على ساحل الشام طلب من الامارات الصليبية اللى كانت لسة موجودة ساعتها انها تنضم ليه فى حربه ضد المسلمين فبعتوا للبابا فى روما يستشيروه فرفض بالكامل لما ارتكبه المغول من بشاعات فى ضد المسيحيين فى شرق اوروبا 

و قرر كتبغا الاستمرار لوحده و كله ثقة فى جنوده اللى تقريبا مواجهوش قوة واحدة يمكن احترامها من اول ما دخلوا الشرق الاوسط و وصلت فرقة صغيرة من المغول لمدينة غزة و احتلتها بينما الجيش الرئيسى منتظر خلفها بمسافة 

لما الاخبار وصلت مصر كان على السلطان اتخاذ قرار حاسم ,, ناس من الامراء اقترحوا انه يستنى المغول و يحاربهم فى سيناء لكن قطز قرر انه يهاجمهم فى فلسطين , فان اتهزم حيبقى فى مجال لتجميع القوات المصرية و مواجهتهم مرة اخرى لكن لو اتقابلوا فى مصر اى هزيمة معناها ضياع كامل , ثم ان المغول اتعودوا على الهجوم المستمر و حيصابوا بالارتباك لو اتحطوا فى وضع دفاع 
و هنا امر قطز الجيش بالخروج و اتنادى على الناس فى الجوامع للتجهيز للحرب 

قسم قطز جيشه ثلاثة ارباع معاه و ربع مع بيبرس , الربع دا مهمته يتقدم الجيش الرئيسى بمسافة كبيرة بحيث يكتشف اى كمائن للمغول و يوحى ليهم ان دى كل قوة الجيش المصرى و بالتالى يطمعوا اكتر و يبقى من الممكن سحبهم لكمين و دا حصل فعلا فى غزة اما القوة المغولية اللى فيها اصطدمت بقوات بيبرس و اجبرتهم على الانسحاب من المدينة و الناجين منهم رجعوا لكتبغا و قاللوه ان الجيش المملوكى صغير جدا

بعد غزة شاف قطز انه لازم يعدى على عكا و يشوف الصليبين وضعهم ايه فى المعركة الجاية و للعجب الصليبين قرروا انهم يبقوا على الحياد بالعكس سمحوا للجيش المصرى بالتخييم فى ارضهم و شراء ما ينقصه من اسواقهم لكن قطز ممشيش الا لما اخد منهم وعد مكتوب بعدم التدخل فى المعركة و الا حيسيب المغول و يرجعلهم و حتبقى سنتهم طين

فى الوقت دا اتحرك الجيش المغولى لملاقاة فرقة بيبرس و هو متصور ان دا كامل الجيش المملوكى و كانت اوامر بيبرس صريحة ( فكر كالمغول ) يعنى اسحبهم واحدة واحدة لكمين فى وادى جنب مدينة بيسان الفلسطينية و اختاره قطز بعناية بحيث تبقى  حواليه تلال و اشجار تخفى وراها الجيش المصرى و ملوش الا مخرج واحد و كان قرب عين ماء اسمها عين جالوت و فى الوادى دا حيتزنق فرسان المغول  و تفقد خيولهم فايدتها و تبقى معركة راجل لراجل و هنا يتفوق المماليك

 و يوم 3 سبتمبر 1260  بدأت المعركة و انطلق بيبرس و رجاله و اشتبكوا بعنف مع المغول و فى اللحظة المناسبة تظاهر بالهرب فامر كتبغا كل الجيش بمطاردته و انهاء المعركة دون ما يسيب اى جندى معاه احتياطى
و لما دخل كامل الجيش المغولى وادى عين جالوت نزل عليهم المماليك و المشاة المصريين من فوق التلال و قفلوا مدخل الوادى و دارت مطحنة بين الطرفين و الشهادة لله ان كتبغا كان محارب قوى و شجع رجاله على القتال و ابتدت الخساير تزيد فى صفوف الجيش المصرى و هنا قطز ساب موقعه فى القيادة و رمى خوذته و صاح ( واسلاماه ) و نزل للمعركة و وراه صفوة حرسه من الامراء و التحموا فى قتال شرس مع المغول لحد ما واحد منهم اسمه ( جمال الدين اقوش الشمسى ) اقتحم صفوف حرس كتبغا و نجح انه يقتله و هنا انهارت معنويات المغول لاول مرة فى التاريخ و هربوا من الميدان و وراهم فرسان المماليك لحد ما قتلوهم لاخر جندى لدرجة ان حامية دمشق المغولية معرفتش ان المعركة حصلت اساسا الا لما قطز بعتلهم رسالة فيها اللى حصل و هنا اهل المدينة ثاروا و قتلوا الحامية المغولية و استقبلوا الجيش المصرى المنتصر اللى بعدها حرر حلب و حمص و ضمهم لحكم سلطان مصر  

لحد هنا و كان ممكن ننهى قصتنا نهاية سعيدة , الا ان اثناء رجوع السلطان المظفر قطز ( معناها المنتصر) لمصر طلع رحلة صيد و لما بقى لوحده هجم عليه قائده بيبرس و قتله , ناس بتقول انتقاما لاستاذه اقطاى و ناس بتقول عشان وعده يديله امارة حلب و رجع فى كلامه و ناس بتقول انه شاف نفسه احق بالعرش منه لانه شال اغلب القتال فى المنصورة و غزة و عين جالوت

بيبرس اللى برضه كنا نتمنى انه يبقى جبان او خائن من بتوع الافلام خيب ظننا و بقى سلطان قوى اخد على نفسه مسئولية تصفية الوجود الصليبى فى الشام و يوم ما مات مكانش فى ايد الصليبين الا مدينة عكا
اما هولاكو فمرجعش لمحاولة غزو مصر تانى و اخر ما فعل انه اغار شوية على ريف حلب للسرقة و النهب ثم الهرب و بعدها تفككت دولة المغول و كل امير خدله حتة و اندمجوا فى الشعوب اللى احتلوها و اعتنقوا اديانهم لدرجة ان اكبر قبائلهم ( القبيلة الذهبية ) اعتنقت الاسلام و فضلت محتلة اراضى روسيا لحد ما انهى وجودهم للابد اول القياصرة الروس ايفان الرهيب

لكن دى قصة اخرى

شكرا للى صبر على كل القراءة دى و تابع المواضيع من اولها
طلب اخير لو عجبتك القصة احكيها لحد يهمك امره اخوك او اختك , زوجتك , ابنك و بنتك , تلاميذك فى المدرسة او درس الدين فى الجامع او مدارس الاحد الكنائس او فرقتك فى الكشافة
التاريخ ملوش دين ولا عصر , دا ملك الامة بحالها

و شكرا

الصور :
تخيل لمبارزة بين فارس مغولى و اخر مملوكى - هجوم فرسان المماليك على المغول - موقع المعركة






No comments:

Post a Comment