Wednesday, February 22, 2017

فى وجه العاصفة : صعود المغول (الجزء الاول )

مساء الخير 
موقع اجنبى مختص بالتاريخ العسكرى ذكر معركة عين جالوت كأحد الاحداث اللى غيرت مصير العالم دون ادنى مبالغة و اللى للاسف مخدتش التركيز او الدراسة الكافية الا من المختصين العرب و قليل من الاجانب 
الموقعة دى لوحدها فيها كمية دراما و تشويق تكفى لعمل مسلسل بمستوى Game of thrones و مش مجرد رواية على احمد باكثير ( واسلاماه ) اللى كان فيها الكتير من الحشو الدرامى الغير مثبت تاريخيا 
نبدأ الحكاية بقى : 

فى القرن ال 13 اجتاحت الجيوش المغولية قارة اسيا كاملة و وصلت حتى المجر و بلغاريا و بقى ينظر ليها على انها عقاب الهى زى الطاعون كدا , المغول اللى كانوا اساسا قبائل رعاة وثنية عايشين على الرعى و الصيد و السرقة و النهب من بعضهم او من جيرانهم اتوحدوا على ايد قائد نابغة اسمه تيموجين و المعروف بلقب (جنكيز خان ) و اللى خلاهم يوجهوا قدراتهم فى الحرب من قتل بعضهم لغزو الشعوب المحيطة بيهم 

الجيوش المغولية مكانتش بالعدد المهول اللى ممكن يهز امبراطوريات قوية و كثيفة السكان زى الصين و الهند و مملكة خوارزم شاه فى افغانستان و ايران , لكن ما فقدوه بالعدد عوضه بالشراسة و التنظيم المحكم 

الفرد المغولى كان بيتدرب على ركوب الخيل من قبل ما يعرف يمشى بشكل صحيح لدرجة ان رجليه اصابها تقوس خلاه ميمشيش بشكل مستقيم , اما التدريب على السلاح و الرماية بالقوس المركب اللى كان بيعتبر السلاح الرئيسى ليهم و اعجوبة فى فن الحرب ساعتها فكان اهم من القراءة و الكتابة لناس كانت عايشة فى حالة حرب مستمرة بالاضافة انه كان متعود على خشونة الحياة و البهدلة فى صحراء وسط اسيا و اكله كان بسيط مجرد شوية لبن من الافراس اللى عنده و اى حاجة تانية يعرف يقتلها من حيوانات برية او مواشى لدرجة انه لما كان بيجوع كان بيفتح وريد فى رقبه حصانه و يشرب الدم منه ثم يقفله و يكمل رحلته 

كل دا جميل لو حنتكلم على افراد , لكن دول بينتموا لقبائل مختلفة و كل قبيلة يهمها اكبر نصيب من الغنائم و الشرف فى المعركة دا غير الثأر اللى بين كتير منهم و هنا جه دول واحد بقوة جنكيز خان انه يلم قادة القبائل فى جيش واحد ميقدرش اى فرد فيه يخالف امر القائد بتاعه و الا يقتل فورا مهما كان الامر دا و جنكيز خان كان راجل له نظره فى القادة بتوعه و كان بيختار على حسب الكفاءة مش النسب او العائلة و بالتالى لم حواليه اقوى و اذكى قادة عرفوا يديروا الحملات لوحدهم 

الجيوش المغولية استغلت خفة حركتها بسبب الاعداد الكبيرة من الفرسان و خيولهم القوية رغم صغر حجمها و كانت بتستدرج العدو برة الاسوار و تمطره بكمية مرعبة من السهام من مسافات بعيدة و تستفزه للهجوم ثم تنسحب و تستفزه تانى لحد ما ينهك بالكامل و ينهار و بعدين يهجموا و يمسحوه من الوجود اما بالقتل او الاستعباد  و كانوا اساتذة فى الحرب النفسية و التجسس و  استغلال مذابحهم فى بث الرعب فى قلوب المدن المحصنة اللى اساسا مكانوش يقدروا يخشوها لانهم ميعرفوش فنون الحصار - على الاقل لحد ما احتلوا الصين و استخدموا مهندسين الحصار الصينيين فى حملاتهم اللاحقة - رغم دا كله استسلمت و دبحوا سكانها او استعبدوهم  و الشهادة لله هم مكانش بيهمم احتلال المدن قد جمع الغنائم عشان تتوزع على الجنود و تشترى طاعة رؤساء القبائل

و دا اللى خلى الصين شرقا اللى تعداداها بالملايين متقدرش تقاومهم رغم سورها الشهير و غربا سقط امامها السلطان خوارزم شاه بعد محاولته لصدهم عن مملكته و لحد هنا وقفت الهجمات المغولية بسبب وفاة جنكيز خان

و استمر الوضع على ما هو عليه لحد ما اتقسمت الامبراطورية بين ابناءه و احفاده و كان الشرق الاوسط هو الهدف الجديد للخان الجديد  ( مونكو خان ) و اخوه هولاكو اللى نجح فى توجيه الطوفان المغولى لبغداد عاصمة الخلافة العباسية و اللى كانت فى الوقت دا مجرد اسم فقط و بالتالى كانت النتيجة متوقعة , سقطت بغداد فى ايد المغول و دمرت بالكامل و كان الدور القادم على سلة غلال الشرق الاوسط و اغنى دوله و الجائزة الكبرى , مصر 

و هنا ننهى الجزء الاول من الحكاية 

الصور : تخيل لهجوم فرسان المغول
فارس مغولى مسلح بالقوس المركب و السهام


No comments:

Post a Comment