Friday, April 20, 2018

الثأر للجنرال الذهبى : عملية لسان التمساح الاولى

فى 9 مارس 1969 اطلقت المدفعية الاسرائيلية من موقع لسان التمساح الاسرائيلى قذائفها اثناء زيارة قائد الاركان المصرى الفريق عبد المنعم رياض لاحد المواقع المصرية المقابلة له قرب الاسماعيلية ما ادى لاستشهاده و كان له اثر معنوى سئ جدا على الجيش و الشعب المصرى فقررت القيادة المصرية الثأر له بالظبت يوم الذكرى الاربعين لاستشهاده و من نفس الموقع

وقع اختيار القيادة العامة على المجموعة 39 قتال التابعة للمخابرات الحربية لتنفيذ المهمة دى لكونها مكونة من تشكيلة من نخبة رجال الصاعقة و الصاعقة البحرية و بقيادة اسم مشهور بالكفاءة هو العميد – لاحقا شهيد – ابراهيم الرفاعى و كان بحوذة القيادة المصرية مخطط للموقع و تحصيناته مع فهم كامل لاسلوب التامين له فكانت العملية على التنفيذ

اتقسمت قوة الهجوم على 6 قوارب و 64 جندى و ضابط فى 4 مجموعات قتالية كل مجموعة حتهاجم دشمة من ال 4 اللى بيكونوا الموقع ( الدشمة مبنى محصن بالاسمنت المسلح و اغلبه تحت الارض فيه فتحات للرشاشات او المدفعية )

يوم 18 ابريل 1969 اتحركت قوة الهجوم بسلاحها من قيادتها فى الحلمية فى القاهرة لموقع التجهيز فى الاسماعيلية و يوم 19 ابريل تحركت القوات بعد صلاة المغرب و حلول الظلام لموقع العبور و جهزت القوارب و اثناء دا المدفعية المصرية بدات قصف مكثف على طول خط بارليف لمدة ساعة و نص و دا خلى كل افراد العدو ينزلوا جوة الخنادق و الدشم و محدش يفضل برة عشان يكتشف عبور المجموعة

الساعة ال 8 مساءا بدات القوارب بالعبور و المدفعية المصرية شغالة لحد ما نزلت على الضفة الشرقية و بعدها طلب العميد الرفاعى من المدفعية ايقاف القصف عشان يبتدوا الهجوم على الموقع و كل مجموعة طلعت على الهدف المحدد ليها و بدات المعركة لكن اغلب القوة الاسرائيلية كانت داخل متحصنة دشمها فالقى رجال المجموعة قنابل دخان من فتحات التهوية و التكييف بالدشمة لاجبار الجنود على الخروج ثم امطارهم بوابل من نيران الرشاشات و القنابل اليدوية فى حين ان المجموعة الرابعة تحركت بعد تدمير هدفها لرص الالغام عشان تصد الدبابات اللى ابتدوا يسمعوا صوت جنازيرها من بعيد و هى قادمة باقصى سرعة لانقاذ الموقع 
و بالفعل اثناء انسحاب القوة وصلت الدبابات و فورا انفجرت 2 منهم و توقف الباقى خوفا من دخوله كمين فى الظلام و اكملت القوة المصرية انسحابها بسلام و كان اخر من غادر العميد الرفاعى بعد تاكده من وصول كافة رجاله للقوارب و اخلاء المصابين و اعطى اشارة للمدفعية المصرية ببدا القصف مرة اخرى لحماية رجوع المجموعة من اى انتقام اسرائيلى

كانت نتيجة عملية لسان التمساح الاولى تدمير الموقع بالكامل و عربة مدرعة نصف جنزير و دبابتين و مصرع 40 جندى اسرائيلى هم اغلب القوة الموجودة و الاستيلاء على كميات من الاسلحة و معدات الاتصال و علم الموقع فى حين كانت الخسائر المصرية اصابتين منهم النقيب محى نوح اللى فجر مخزن ذخيرة الموقع و جات فيه شظايا من الانفجار و اثناء علاجه زاره الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا لتهنئته و باقى القوة بنجاح العملية اللى كانت دفعة معنوية ضخمة للشعب المصرى

عملية لسان التمساح كانت اول عملية فى الاراضى المحتلة و بداية حرب الاستنزاف اللى حتستمر 3 سنوات دا غير انها وصلت رسالة للعدو ان فى نية للحرب حتى لو استشهد قائد الاركان شخصيا رغم ان الراجل دا فعلا كان يساوى فوق الاربعين منهم بس اتعملهم تخفيض 
و شكرا

الصورة جزء من المجموعة 39 قتال و فى المنتصف العميد شهيد ابراهيم الرفاعى

Monday, April 16, 2018

رجل باسطول كامل : الادميرال نلسون

فى 9 يناير 1806 شيعت جنازة الادميرال هوراشيو نلسون من كنيسة سان بول فى لندن فى جنازة حاشدة وسط مشاعر فرح و حزن مختلطة 
فرح بالانتصار النهائى على الاسطولين الفرنسى و الاسبانى مجتمعين فى معركة الطرف الاغر و حزن على خسارة الراجل اللى خلى الانتصار دا و غيره ممكنين و ثبت السيطرة البريطانية على بحار العالم كافة دون منازع لمدة 100 سنة بعد المعركة دى

نلسون اختصارا ابن لكاهن بس فشل انه يمشى على خطى والده و انضم للبحرية و عنده 12 سنة على سفينة قائدها عمه و كان شجاع و محبوب من كل اللى خدم معاهم لدرجة انه بقى قبطان سفينة و عنده 20 سنة فقط لكن شجاعته دى حتعمله مشاكل كتير

مثلا اثناء الحروب ضد نابليون و قيادته للحملات لاحتلال جزر المتوسط الفرنسية و فى احد المعارك خد اصابه فى عينه اليمين و بقى مصاب بعمى جزئى طول حياته و رغم كدا كمل خدمته لطلعة الغشامة التانية

اثناء معركة للاستيلاء على ميناء سانتا كروز دى تناريف خد نلسون - اللى مكانش بيقف الا فى وسط جنوده - دانة مدفع فى ذراعه اليمين و اتكسر لدرجة منفعش معاها الا بتره لكن لانه نلسون رجع يكتب التقارير اليومية بايده الشمال بعد يومين فقط من البتر 
كدا الراجل اللى المفروض بقى ادميرال ( لواء ) فى البحرية بقى بعين واحدة و رجل واحدة و المفروض يرجع انجلترا يقضى باقى عمره مع زوجته - اللى كان بيحبها و فى نفس الوقت كان بيخونها مع الليدى هاميلتون و كان دا سبب انفصالهم - لكن نلسون مبيتقاعدش

خد جزء من الاسطول البريطانى و طلع يطارد اسطول فرنسا اللى راح فى حملته الشهيرة على مصر و دمره بشكل شبه كامل فى معركة ابو قير البحرية اللى كتبت شهادة الوفاة لاى طموحات لنابليون فى الشرق و كالعادة طلع من المعركة باصابة فى جبهته - بسيطة بمقياس الراجل دا يعنى لكن بمجد و تقدير و القاب مفيش قائد بحرى وصلها

اخر طلعة غشامة لنلسون لما جاله خبرعام 1805 - وسعادته بيستجم مع اللايدى هاميلتون - ان الاسطولين الفرنسى و الاسبانى اتجمعوا قدام مدينة قادش الاسبانية و احتمال تكون دى بداية عملية غزو للجزر البريطانية 
فساب كل حاجة و جمع الاسطول البريطانى و رفع فوقها اعلام عليها الجملة اللى عاش بيه طول عمره ( ان انجلترا تنتظر ان يقوم كل رجل بواجبه ) و اتجه بيها لمقابلة الاسطولين فى معركة الطرف الاغر يوم 21 اكتوبر 1805 و كانت استراتيجية نلسون انه يتحاشى مقدمة الاسطولين و يلف من وراهم و يتجه مباشرة للوسط لمهاجمة سفينة القيادة اللى هى عقل العدو بالكامل و نجحت الخطة لكن اثناء المعركة لمحة قناص من سفينة فرنسية و اطلق رصاصة فى ضهره هشمت العامود الفقرى و حمله جنوده لتحت سطح السفينة 
و هناك كانت اخر كلماته ( الحمد لله قد اديت واجبى ) و مات نلسون لكن باقى اسطوله استمر فى القتال بشراسة لحد ما انهى المعركة لصالح بريطانيا

و للطرافة اتحط جثمان نلسون فى برميل براندى لحد ما وصل انجلترا ( يمكن لانه لان زياط فدى نهاية هو شخصيا مش حيزعل منها ) و شيعت جنازته وسط تكريم غير مسبوق لكن اعظم شهادة عن نلسون ان كل جنوده كانوا نسخ صغيرة منه فى الشجاعة و الفدائية و دا الارث اللى سابه عشان جنوده و تلاميذهم يحكموا البحار لحد الحرب العالمية الثانية

و شكرا

الصور : 
الادميرال نلسون بزى الاحتفالات الرسمى - لحظة اصابة نلسون فى معركة الطرف الاغر



Sunday, April 15, 2018

الله لا يريدها : الحملة الصليبية الرابعة و نهب القسطنطينية

فى 12 ابريل سنة 1204 اجتاح جيش من 20 الف مقاتل صليبى مدعومين باسطول من 200 سفينة مدينة القسطنيطينة عاصمة الدولة البيزنطية و مقر الكنيسة اليونانية الارثوذوكسية و واحدة من اعظم عواصم العالم القديم و اكثرها تحصينا 
غريبة ان فرسان صليبين ينهبوا مدينة مسيحية و يخلعوا الذهب من الكنايس و يغتصبوا السيدات اللى لابسين نفس الصليب اللى على دروعهم ؟؟؟ ...مش غريبة لو جبناها من الاول خالص

بيرجع الخلاف بين القسطنطينة و روما لانقسامات مذهبية بين الكنيستين الارثوذوكسية و الكاثوليكية دا غير الاحتقار الدائم بين البيزنطيين و سكان غرب اوروبا , فمن ناحية البيزنطيين بيشوفوا نفسهم الورثة الشرعيين للامبراطورية الرومانية و احد اهم مراكز الحضارة و الرقى و الفكر اما سكان غرب اوروبا , اللاتين , فهم احفاد البرابرة اللى نهبوا روما 
و من الناحية التانية ملوك غرب اوروبا و اسيادها الاقطاعيين بيشوفوا البيزنطيين كشعب تافه مرفه نسى فنون الحرب و جيرانه العرب و الاتراك و البلغار بيقطعوا من اراضيه كل شوية 
على كل الاحوال كانت دى النظرة العامة من الطرفين لبعض بس طالما فضل كل واحد منهم فى بلده يبقى مفيش مشاكل , نحتقر بعض من بعيد لبعيد , لكن الامور شدت الطرفين لبعض اذ ان مع بداية الحملات الصليبية اتجهت جيوش ضخمة من غرب اوروبا للشرق و عبرت فى اراضى الدولة البيزنطية و سببوا خراب و مشاكل كبيرة و اضطر الاباطرة لاستخدام الديبلوماسية او القوة لتحجيم جحافل الصليبيين و دا عمق الخلاف و عدم الثقة اكتر بين الطرفين

لحد ما جات دعوة البابا اينوسنت الثالث سنة 1202 لحملة صليبية رابعة لاول مرة ضد مصر - قلب الحكم العربى و سلة غلاله – و ضم فيها امراء حرب صغيرين من مقاطعات فرنسية و ايطالية اذ ان ملوك دول اوروبا الكبرى , انجلترا و فرنسا و المانيا , كانوا مشغولين فى مشاكلهم المحلية و لكن ما فقده الامراء دول من المال و الرجال عوضوه بحسن تدريبهم لانهم فعليا مكانش وراهم الا الحرب مع بعضهم 
و اتفق قادة الحملة مع اسطول من مدينة البندقية الايطالية ( فينيسيا ) على نقلهم لمصر و امدادهم بالطعام مقابل مبلغ ضخم من المال و البنادقة وافقوا و الدنيا مشيت كويس لحد ما وصلت قوات الحملة للبندقية و ساعتها عجزوا عن الوفاء بالمبالغ المطلوبة دا غير ان موصلش الا تلت عدد الجنود بس و الباقى اختفى و الحملة توقفت فقرر قادتها ارتكاب اول جرائمهم , نهب مدينة زارا البلغارية عشان يكملوا باقى تكاليف الحملة , لكن المشكلة ان ملك البلغار كان مسيحى لاتينى و من مناصرى الحملات الصليبية لكن دا ممنعهمش انهم يعتبروه عدو للكنيسة و ينهبوا المدينة بالرغم من غضب البابا و اصداره حرمان ضدهم ( ثم سحبه لما اقنعوه ان دا فى سبيل تحرير الاراضى المقدسة )

لكن الجريمة الاكبر كانت فى السكة , فاثناء ما القوات الصليبية كانت معسكرة فى زارا جالهم وفد من الامير البيزنطى اليكسوس انجيلوس و وعدهم انهم لو ساعدوه ياخد العرش من الامبراطور الحالى حيمدهم بكل ما يحتاجوه من المال و الرجو هنا تحولت الحملة عن هدفها الرئيسى للمرة الثانية و قرروا يدعموا الامير لحد ما وصل للعرش تحت اسم الامبراطور اليكسوس الرابع لكن كان الثمن انه حارب اهله و بقى خائن و مكروه و انتظر الصليبيين بصبر خارج الاسوار ثمن مساعدتهم للامبراطور الجديد اللى رفع الضرائب على السكان عشان يجمع المبلغ و فى النهاية فاض الكيل و اغتاله احد قادة الجيش و نصب نفسه امبراطور تحت اسم اليكسوس الخامس و بدا التحضير لقتال الصليبين بتحصين اسوار المدينة و شن غارات على معسكر الصليبيين

الصليبيين و حلفاءهم البنادقة قرروا ميستنوش و شنوا هجوم شامل صباح يوم 9 ابريل 1204 لكن تم صده و تبعوه بهجمات اخرى على الاسوار و فشلت و امام شبح الهزيمة قرروا يستغلوا مهارة البنادقة فى الملاحة و يهاجموا من البحر و فعلا وصلت السفن للاسوار و ركبوا عليها معدات الحصار 
و يوم 12 ابريل وصل الصليبيين لابراج الحراسة و تدفقوا على المدينة كاسحين قدامهم اى مقاومة من البيزنطيين و هرب الامبرطور و الباقى عايز طبيب نفسى عشان يفسره لان الدم حرفيا بقى للركب فيما يذكرك بمذبحة القدس فى الحملة الصليبية الاولى و اتنهب كل متر من المدينة حتى القبور و اتفسمت الغنائم بين الصليبيين و البنادقة بما فيها اراضى بيزنطة و اعلن بلدوين كونت الفلاندرز كملك على مملكة القسطنطينية اللاتينية و اما البابا اينوسنت الثالث فكان سعيد لخبر سقوط المدينة لحد ما ادرك حجم الكارثة اللى عملها رجاله و لما عرف كان الموضوع برة ايده و اكتفى بتوبيخهم شفويا دون حرمان

و بالرغم من ان اباطرة بيزنطة فى المنفى موقفوش سعيهم للعودة لوطنهم لحد ما الامبراطور ميخائيل الخامس نجح فى استعادة القسطنطينية من اللاتين و ارجاع عرش اجداده لكن الامبراطورية عمرها ما تعافت بالكامل من كارثة النهب دى و دا خلاها ( رجل اوروبا المريض ) اللى ملزموش الا زقة قوية من السلطان العثمانى محمد الفاتح سنة 1453 عشان يتكتب شهادة وفاتها فعليا

الزتونة : 
كانت الصيحة المفضلة للجيوش الصليبية ( الله يريدها God wills it ) لكن الحقيقة ان البشر فقط هم من ارادوها 
و شكرا