Saturday, February 25, 2017

فى وجه العاصفة : الاخوة الاعداء ( الجزء الثانى )

مساء الخير 
الاخوة الاعداء هو افضل وصف للمماليك اللى شاء القدر ان فى اوائل حكمهم يواجهوا اختبارين قمة فى الصعوبة من عدوين مختلفين بالكامل ، الصليبين و المغول

 مصر فى الفترة دى كانت خارجة منتصرة لكن منهكة من حملة لويس التاسع الصليبية و اللى نجحت - مستغلة مرض ثم وفاة اخر سلاطين الاسرة الايوبية الملك الصالح نجم الدين ايوب - فى احتلال دمياط و التجهيز لغزو القاهرة و لولا دهاء جارية سابقة اسمها شجرة الدر و بسالة قائد القوات المصرية فخر الدين اقطاى و المملوك الفذ ركن الدين بيبرس البندقدارى فى معركة المنصورة كانت مصر بقت امارة صليبية 

و اللى انهك مصر اكتر ان بعد انتهاء خطر الصليبين انفجار صراع على السلطة حيتكرر كتير بعد كدا بين اقوى مملوكين فى مصر فارس الدين اقطاى و عز الدين ايبك و اللى انتهت باغتيال الاتنين على التوالى و دا ساب جرح مش بيتقفل بين رجالتهم 
 و عشان نفهم عمق ازمة الثقة دى لازم نعرف ان العلاقة بين المماليك و اللى بيمتلكوهم مكانتش علاقة عبد بسيده او زمالة عمل ، دى كان فيها قدر كبير من الاخوة و الصداقة ابتدت لما كان كل واحد فيهم مجرد طفل اتخطف من اهله و اتباع لامير و لقى نفسه وسط اطفال من سنه تايهيين و فاقدين الهوية برضه و اتزاملوا و اتسندوا على بعض فى الاكل و دروس الدين و السياسة و التدريبات العسكرية القاسية و المتواصلة اللى كان بيوفرها مالكهم لحد ما بقوا نخبة المحاربين فى العصر دا و يقال عنهم ( خير من لعب بالسيف عبر التاريخ ) , يعنى راجل لراجل الفارس المملوكى كان شبه لا يقهر و مفيش فن عسكرى او سلاح لا يجيده  
و هنا ظهر مصطلح ( خشداشية ) يعنى شلة مماليك بيتبعوا امير معين و بيشوفه ولى نعمتهم و استاذهم و بيدافعوا عنه و عن بعضهم وقت الازمات 
اينعم الصورة مكانتش بالوردية دى على طول و كتير المماليك قتلوا او خانوا اساتذتهم و زملاءهم بس عموما كان فى احساس بالعرفان و الولاء بين اللى جمعتهم الظروف عند مالك واحد

نضيف على مجموعة الرجال اللى كل واحد شاكك فى اللى جنبه دى ان خزينة مصر كانت فاضية و متجهزش جيش نهائيا ، بلد طالعة من حرب و صراع بين امراءها و رشاوى اتدفعت و انفاق غير مسئول من الاسرة الايوبية على شراء و تجهيز المماليك و طبعا انفاق المماليك نفسهم على دلعهم الشخصى تعويضا عن سنين البهدلة و تأمينا لمستقبله كغريب فى بلد غريبة

 فى ظل المدعكة دى كلها تولى السلطنة المملوك السابق لايبك - قطز - وسط معارضة من رجال اقطاى بزعامة بيبرس اللى هرب للشام خوفا من ملاقاة مصير استاذه لكن قطز اقنعهم انه اول ما حيخلص من خطر المغول حيتنازل عن الحكم و يسببهم ينتخبوا اللى يحبوه و على ذلك قبل الامراء حكمه و اهو منه برضه يشيل مسئولية الهزيمة لو حصلت و هم يعملوا من بنها و رجع بيبرس و معاه باقى مماليك اقطاى لمصر بعد ما خدوا الامان من السلطان و هنا يبان ذكاء قطز بانه فى حركة واحدة ضم لجيشه حوالى ١٠٠٠ مملوك مدربين على اعلى مستوى و الاخطر اتقى شر انضمامهم للمغول بسبب احساسهم بالظلم فى وقت هو محتاج فيه لكل فرد  

 فى الوقت دا وصل رسل هولاكو للقاهرة و قدموا للسلطان رسالة تهديد بليغة اكيد كاتبها مكانش مغولى و ملخصها اما الاستسلام دون قيد او شرط او ملاقاة مصير بغداد و حلب و بخارى و سمرقند و هنا بدأ شغل العيال يظهر بين المماليك و فى ناس خافت على العز اللى هم فيه لا يضيع و نصحت قطز بالاستسلام لكنه رفض و امر بقتل رسل هولاكو ( اللى اغلب الظن مكانوش سفراء قد ما هم جواسيس و دا تكتيك كرره المغول قبل كدا كتير ) و اتعلقت روؤسهم على باب زويلة 
و يومها انتهى اى نقاش عن التسليم و بقى السؤال الاهم حنحارب ازاى و فين 

و هنا ينتهى الجزء الثانى
  الصور : تخيل لهجوم فرسان المماليك - اشكال مختلفة من تسليح المماليك و باين الاهتمام بالرماية من على الخيول زيهم زى المغول يمكن لقرب بلادهم الاصلية ( جورجيا و ارمينيا و دول اسيا الوسطى )  من القبائل المغولية

No comments:

Post a Comment