Thursday, March 9, 2017

رجل من ذهب : الشهيد الفريق عبد المنعم رياض

مساء الخير
 بتحتفل مصر بيوم الشهيد اللى يوافق ذكرى استشهاد الجنرال الذهبى و راهب العسكرية المصرية الفريق عبد المنعم رياض صاحب اعلى رتبة تستشهد فى القتال فى حروب مصر الحديثة
دون تفاصيل كتير عبد المنعم رياض من عيلة عسكرية ، خبرته تبتدى من اول الحرب العالمية الثانية كضابط دفاع جوى مرورا بحرب فلسطين و العدوان الثلاثى
 و فى اوقات السلام رياض كان بيطلع بعثات يتدرب على اسلحة جديدة و ياخد المعرفة دى و يرجع يطبقها فى مصر او يتعلم لغات ( انجليزى , فرنسى , روسى ) و كان متفوق بشهادة كل اساتذته
 الكلام دا شغله عن كل حاجة تقريبا بما فيها الجواز ، حتى استمارة معاشه مكانش ماليها رغم انها بتضمن حق ورثته لو جراله حاجة و كان بيهزر حسب كلام هيكل على انه حيتجوز بعد الحرب من واحدة ترضى بعجوز زيه و يتفرغ للقراءة و الكتابة
بعد النكسة , شال عبد المنعم رياض مسئولية جيش مدمر كقائد للاركان و اعاد تجميعه و تدريبه و نجح الجيش المصرى تحت قيادته فى صد اسرائيل برا فى راس العش و بحرا فى تدمير ايلات و جوا فى الغارات على خط بارليف
لحد ما بدأت حرب الاستنزاف اللى كان عبد المنعم رياض المهندس ليها بهدف ازعاج اسرائيل و منعها من تثبيت وجودها امر واقع فى سيناء و كانت البداية يوم ٨ مارس ١٩٦٩ بضربة مدفعية مصرية عنيفة دمرت اغلب مبانى خط بارليف اللى كان لسة جديد ساعتها
و بعدها قرر عبد المنعم رياض زيارة الجبهة للاطمئنان على العمليات و رفع معنويات الجنود و يوم ٩ مارس دخل رياض لابعد نقطة مصرية على بعد 250 متر فقط من موقع اسرائيلى رغم تحذيرات الضباط و بشكل ما عرف الاسرائيلين بوجوده و فتحوا النار عليه ، نزل فى خندق و تابع المدفعية المصرية و هى بترد الهجوم و كمل توجيه رجاله لمدة ساعة و نص كأى ضابط مدفعية عادى لحد ما نزلت دانة مدفعية اسرائيلية جنبه و اصيب اصابة قاتلة مات على اثرها فى طريقه للمستشفى بعد 32 سنة خدمة فى الجيش المصرى و شيعته مصر فى جنازة مهيبة تقدمها الرئيس جمال عبد الناصر
لكن الرد المصرى متاخرش , يوم 19 ابريل عبرت مجموعة من الصاعقة المصرية ( المجموعة 39 قتال ) بقيادة الشهيد فيما بعد العميد ابراهيم الرفاعى القناة فى قوارب مطاطية تحت حماية المدفعية المصرية و هاجموا موقع ( لسان التمساح ) الاسرائيلى اللى اطلق مدفعيته على عبد المنعم رياض و قتلوا 44 جندى و ضابط هم كامل قوة الموقع و حرقوا العلم الاسرائيلى و رفعوا العلم المصرى فوق الموقع لاول مرة من بعد النكسة على سيناء دون خسارة اى فرد
نختم بحاجة غريبة , نزار قبانى اللى معروف بانه ( و كثير من الكتاب و الشعراء و المثقفين ) مفيش بينه و بين العسكريين عمار كتب قصيدة فى رثاء عبد المنعم رياض اسمها ( الى الشهيد ) بتقول : 
لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ..
لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ
لو ان مدمنو الكلامِ في بلادنا
قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ
لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ
قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ..
واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ
لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرهْ
ولا استُبيحتْ تغلبٌ
وانكسرَ المناذرهْ…
لو قرأوا – يا سيّدي القائدَ – ما كتبتْ
لكنَّ من عرفتهمْ..
ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ..
يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ
ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ
وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ..
وبعضهمْ..
يغصُّ في بترولهِ..
وبعضهمْ..
قد أغلقَ البابَ على حريمهِ..
ومنتهى نضالهِ..
جاريةٌ في التختْ..
يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ
الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا..
أنتَ بها بدأتْ..
يا أيّها الغارقُ في دمائهِ
جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ
جميعهم قد هُزموا..
 ووحدكَ انتصرتْ
و شكرا
الصورة : الشهيد عبد المنعم رياض فى احد زياراته لجبهة القتال اللى قال عنها : «إذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة فالهزيمة محققة، 
مكان الجنرالات الصحيح وسط جنودهم، وأقرب إلى المقدمة منه إلى المؤخرة»