Sunday, April 15, 2018

الله لا يريدها : الحملة الصليبية الرابعة و نهب القسطنطينية

فى 12 ابريل سنة 1204 اجتاح جيش من 20 الف مقاتل صليبى مدعومين باسطول من 200 سفينة مدينة القسطنيطينة عاصمة الدولة البيزنطية و مقر الكنيسة اليونانية الارثوذوكسية و واحدة من اعظم عواصم العالم القديم و اكثرها تحصينا 
غريبة ان فرسان صليبين ينهبوا مدينة مسيحية و يخلعوا الذهب من الكنايس و يغتصبوا السيدات اللى لابسين نفس الصليب اللى على دروعهم ؟؟؟ ...مش غريبة لو جبناها من الاول خالص

بيرجع الخلاف بين القسطنطينة و روما لانقسامات مذهبية بين الكنيستين الارثوذوكسية و الكاثوليكية دا غير الاحتقار الدائم بين البيزنطيين و سكان غرب اوروبا , فمن ناحية البيزنطيين بيشوفوا نفسهم الورثة الشرعيين للامبراطورية الرومانية و احد اهم مراكز الحضارة و الرقى و الفكر اما سكان غرب اوروبا , اللاتين , فهم احفاد البرابرة اللى نهبوا روما 
و من الناحية التانية ملوك غرب اوروبا و اسيادها الاقطاعيين بيشوفوا البيزنطيين كشعب تافه مرفه نسى فنون الحرب و جيرانه العرب و الاتراك و البلغار بيقطعوا من اراضيه كل شوية 
على كل الاحوال كانت دى النظرة العامة من الطرفين لبعض بس طالما فضل كل واحد منهم فى بلده يبقى مفيش مشاكل , نحتقر بعض من بعيد لبعيد , لكن الامور شدت الطرفين لبعض اذ ان مع بداية الحملات الصليبية اتجهت جيوش ضخمة من غرب اوروبا للشرق و عبرت فى اراضى الدولة البيزنطية و سببوا خراب و مشاكل كبيرة و اضطر الاباطرة لاستخدام الديبلوماسية او القوة لتحجيم جحافل الصليبيين و دا عمق الخلاف و عدم الثقة اكتر بين الطرفين

لحد ما جات دعوة البابا اينوسنت الثالث سنة 1202 لحملة صليبية رابعة لاول مرة ضد مصر - قلب الحكم العربى و سلة غلاله – و ضم فيها امراء حرب صغيرين من مقاطعات فرنسية و ايطالية اذ ان ملوك دول اوروبا الكبرى , انجلترا و فرنسا و المانيا , كانوا مشغولين فى مشاكلهم المحلية و لكن ما فقده الامراء دول من المال و الرجال عوضوه بحسن تدريبهم لانهم فعليا مكانش وراهم الا الحرب مع بعضهم 
و اتفق قادة الحملة مع اسطول من مدينة البندقية الايطالية ( فينيسيا ) على نقلهم لمصر و امدادهم بالطعام مقابل مبلغ ضخم من المال و البنادقة وافقوا و الدنيا مشيت كويس لحد ما وصلت قوات الحملة للبندقية و ساعتها عجزوا عن الوفاء بالمبالغ المطلوبة دا غير ان موصلش الا تلت عدد الجنود بس و الباقى اختفى و الحملة توقفت فقرر قادتها ارتكاب اول جرائمهم , نهب مدينة زارا البلغارية عشان يكملوا باقى تكاليف الحملة , لكن المشكلة ان ملك البلغار كان مسيحى لاتينى و من مناصرى الحملات الصليبية لكن دا ممنعهمش انهم يعتبروه عدو للكنيسة و ينهبوا المدينة بالرغم من غضب البابا و اصداره حرمان ضدهم ( ثم سحبه لما اقنعوه ان دا فى سبيل تحرير الاراضى المقدسة )

لكن الجريمة الاكبر كانت فى السكة , فاثناء ما القوات الصليبية كانت معسكرة فى زارا جالهم وفد من الامير البيزنطى اليكسوس انجيلوس و وعدهم انهم لو ساعدوه ياخد العرش من الامبراطور الحالى حيمدهم بكل ما يحتاجوه من المال و الرجو هنا تحولت الحملة عن هدفها الرئيسى للمرة الثانية و قرروا يدعموا الامير لحد ما وصل للعرش تحت اسم الامبراطور اليكسوس الرابع لكن كان الثمن انه حارب اهله و بقى خائن و مكروه و انتظر الصليبيين بصبر خارج الاسوار ثمن مساعدتهم للامبراطور الجديد اللى رفع الضرائب على السكان عشان يجمع المبلغ و فى النهاية فاض الكيل و اغتاله احد قادة الجيش و نصب نفسه امبراطور تحت اسم اليكسوس الخامس و بدا التحضير لقتال الصليبين بتحصين اسوار المدينة و شن غارات على معسكر الصليبيين

الصليبيين و حلفاءهم البنادقة قرروا ميستنوش و شنوا هجوم شامل صباح يوم 9 ابريل 1204 لكن تم صده و تبعوه بهجمات اخرى على الاسوار و فشلت و امام شبح الهزيمة قرروا يستغلوا مهارة البنادقة فى الملاحة و يهاجموا من البحر و فعلا وصلت السفن للاسوار و ركبوا عليها معدات الحصار 
و يوم 12 ابريل وصل الصليبيين لابراج الحراسة و تدفقوا على المدينة كاسحين قدامهم اى مقاومة من البيزنطيين و هرب الامبرطور و الباقى عايز طبيب نفسى عشان يفسره لان الدم حرفيا بقى للركب فيما يذكرك بمذبحة القدس فى الحملة الصليبية الاولى و اتنهب كل متر من المدينة حتى القبور و اتفسمت الغنائم بين الصليبيين و البنادقة بما فيها اراضى بيزنطة و اعلن بلدوين كونت الفلاندرز كملك على مملكة القسطنطينية اللاتينية و اما البابا اينوسنت الثالث فكان سعيد لخبر سقوط المدينة لحد ما ادرك حجم الكارثة اللى عملها رجاله و لما عرف كان الموضوع برة ايده و اكتفى بتوبيخهم شفويا دون حرمان

و بالرغم من ان اباطرة بيزنطة فى المنفى موقفوش سعيهم للعودة لوطنهم لحد ما الامبراطور ميخائيل الخامس نجح فى استعادة القسطنطينية من اللاتين و ارجاع عرش اجداده لكن الامبراطورية عمرها ما تعافت بالكامل من كارثة النهب دى و دا خلاها ( رجل اوروبا المريض ) اللى ملزموش الا زقة قوية من السلطان العثمانى محمد الفاتح سنة 1453 عشان يتكتب شهادة وفاتها فعليا

الزتونة : 
كانت الصيحة المفضلة للجيوش الصليبية ( الله يريدها God wills it ) لكن الحقيقة ان البشر فقط هم من ارادوها 
و شكرا



No comments:

Post a Comment