Thursday, February 22, 2018

حرب العقول و القلوب : عمليات مكافحة التمرد فى ايرلندا الشمالية 1968- 1998

نشأ اغلب جيل الثمانينات على اخبار العنف فى ايرلندا الشمالية فى نشرات الاخبار و قد كنا نتعجب كنا لماذا يقاتل اولئك الانجليز بعضهم البعض فهم ليسوا ( فلسطينين و اسرائيليين ) و عندما نضجنا بما يكفى لاستيعاب عناصر الصراع كان قد انتهى 
و لكن اليوم نعود له مجددا ليس كاطفال امام شاشات التلفاز بل لتحليل كيف استطاعت الحكومة و الجيش البريطانى انهاء ذلك الصراع المرير علنا نخرج بدروس يمكن تطبيقها فى واقعنا

لم يكن الصراع فى ايرلندا الشمالية وليد اللحظة فمنذ استقلال جمهورية ايرلندا عن بريطانيا العظمى عام 1921 بعد حرب الاستقلال الايرلندية و انضمام 26 مقاطعة للجمهورية الوليدة بينما ابقت 6 مقاطعات شمالية ( يطلق على تلك المقاطعات اولستر Ulster كما نطلق فى مصر لفظ الوجه البحرى على محافظات الدلتا ) على ولائها للتاج البريطانى لتكون منطقة حكم ذاتى تحت الحكم البريطانى
و بينما كانت الجمهورية الايرلندية مكونة بالاغلب من الكاثوليك كانت ايرلندا لشمالية مكونة من اكثرية بروتستانتية موالية للتاج البريطانى و اقلية كاثوليكية تعانى من ظلم و فقر و عدم عدالة فى التمثيل النيابى و حرمان من مشاريع السكن الحكومة و الوظائف و تحرشات الشرطة المحلية ( كونستابلية اولستر الملكيةRoyal Ulster Constabulary ) التى تتكون بالاغلب من البروتستانت

و كما نرى لم يعدم الوضع من عوامل اندلاع العنف و لم يتطلب الامر سوى الشرارة الاولى بخروج مظاهرات مطالبة بالحقوق المدنية و المشكلة من جمهوريين الكاثوليك و اذ سير الموالون لبريطانيا ايضا مظاهراتهم فكان الصدام حتميا بين الطرفين عام 1969 لتتحول التظاهرات لحرب شوارع بين الكاثوليك و الشرطة و المدنيين البروتستانت فيما عرف بمعركة البوجسايد Battle of the Bogside و قد اشعلت الحرائق فى منازل الكاثوليك و اطلقت الشرطة المحلية النيران من الاسلحة الالية على المحتجين مما جعل الكثير من الكاثوليك يرحبون بعمليات الحركة المسلحة ( الجيش الجهورى الايرلندى IRA Irish republican army ) ضد الشرطة و الجيش البريطانيين و الموالين لهم 
و على الجانب الاخر يستدعى الجيش البريطانى لحفظ الامن و تتكون وحدات من المليشيا البروتستانتية تحت اسماء ( اتحاد الستر الدفاعى Ulster Defence Association (UDA) – و قوة متطوعين اولستر Ulster Volunteer Force (UVF)

و خلال الصراع الممتد لما يقرب من الثلاثين سنة قام كل الاطراف بعمليات قتل على الهوية و اطلاق نار على المدنيين فى التظاهرات و عمليات تفجير متبادلة و اغتيالات حتى انتهى الجميع لاتفاق الجمعة العظيمة Good Friday Theعام 1998 و القاضى بنبذ العنف و تقاسم السلطة بين الاطراف المتحاربة و حل جهاز الشرطة المتورط فى العنف و امكانية عقد استفتاء لانضمام ايرلندا الشمالية لجمهورية ايرلندا فى اى وقت دون اعتراضات بريطانية ليعود الهدوء النسبى لمدن ايرلندا الشمالية و لو مؤقتا 
و كحصيلة نهائية اسفر الصراع فى ايرلندا الشمالية على مر الثلاث عقود عن مصرع 3500 فرد و اصابة 50,000 اخرين اغلبهم من المدنيين من الطرفين و تلك الارقام تعتبر كبيرة مقارنة بتعداد ايرلندا الشمالية حينها البالغ 1.5 مليون نسمة

و هنا السؤال هل لعب الجيش البريطانى و اجهزته الاستخبارية الدور المناسب كقوة محاربة للتمرد و هل كان اتفاق السلام تكليلا لمجهوداتهم ام وقعوا فى نفس اخطاء الجيوش النظامية فى محاربة رجال العصابات ؟

كقاعدة عامة فعمليات مكافحة التمرد الحديثة لا تعترف بالحل العسكرى فقط بس هى مجهود مشترك بين كافة اجهزة الدولة بما فيها الاجهزة الامنية و العسكرية و الاستخبارية 
ففى بداية الاحداث ادى لجوء البريطانيين للحل الامنى منفردا لتأزم الصراع حيث اطلقت شرطة اولستر الملكية النار على المتظاهرين و وقع بينهم قتلى منهم نساء و اطفال ابرياء و احرقت بلوكات كاملة من المنازل بمعرفة الشرطة او المليشيات البروتستانتية و فى احد الاحداث اطلقت الشرطة النيران من مدفع الى على كنيسة مسببة وفيات بين المدنيين مما ادى اتصاعد التأييد للجيش الجمهورى الايرلندى حيث قدر ان نصف الكاثوليك فى ايرلندا الشمالية يتعاطفون مع الحركة و ربعهم يود فعليا تقديم مساعدات جدية لهم

و عند انتشار الجيش البريطانى فى ايرلندا الشمالية و الذى وصل تعداده فى اقصاه الى 27000 جندى موزعين على 100 موقع فقد اتبع فى البداية اساليب مشابهة لما استخدمتها الشرطة حيث استمر التصادم العنيف مع المتظاهرين و اطلاق النار العشوائى و التوسع فى الاحتجاز دون تهمة و التعذيب من اجل المعلومات و ما زاد الطين بلة سوء عملية جمع المعلومات و تنافس الوكالات الاستخبارية المختلفة بدلا من تعاونها مما منح الجيش الجمهورى الايرلندى المزيد من التأييد و مكنه من تسديد ضربات موجعة للجيش البريطانى اما بالاغتيالات او بعمليات التفجير او باستهداف الجنود الايرلنديين المنتهية خدمتهم فى القوات المحلية و الاختفاء مجددا وسط المدنيين

و لمواجهة تلك الخسائر وجب على الجيش البريطانى تغيير استراتيجيته فى التعامل مع ( المشاكلThe troubles ) كمان كان يطلق على الصراع فى ايرلندا الشمالية كلفظ الغرض منه تهوين الموقف للرأى العام
و يمكن تلخيص اسباب التخبط البريطانى فى بداية النزاع فى ايرلندا الشمالية فى اربع نقاط و هى :
1-عدم الاهتمام بمعالجة جذور المشكلة و الاكتفاء بالحل الامنى 
2-التوقعات الغير واقعية كانهاء الصراع فى اقل وقت ممكن 
3-الفشل الاستخبارى 
4-غياب العمليات السرية التكتيكة 
و فى بحثنا هذا سنترك اول نقطتين لانهم بالاكثر متعلقين بسياسة الدولة و اسلوب تفكير صناع القرار و سنركز فى الاكثر على العمل الاستخبارى و استغلال العمليات التكتيكة السرية

اولا الجانب الاستخبارى : 
مما لا شك فيه ان كان الجانب الاستخبارى هاما فى الحروب التقليدية الا انه يتقدم لموضع الصدارة فى حروب مكافحة التمرد حيث ينشط المتمردون وسط محيط من المدنيين , الابرياء او المتعاونين معهم على حد سواء , و لذلك وجب الاهتمام الشديد بعملية جمع المعلومات كما او كيفا 
و هنا كانت اجهزة الامن البريطانية المختلفة فى موضع صعب فلم تنقصها الكفاءات او الموارد بس كان اول تحدياتها هو اهم مميزاتها , الوفرة 
حيث تنافست فى ايرلندا الشمالية عدة اجهزة جمع معلومات تابعة لعدة هيئات فى الجيش و الشرطة و الاستخبارات ( المكتب الخامس MI5, المكتب السادس MI6 , الوحدات الامنية و ادارة الخدمات السرية ) و لكن دون تنسيق بين كل تلك الجهات بحيث امكن لعميل واحد ان يتقاضى مقابل نفس المعلومة من عدة اجهزة فى ان واحد ولا يعلم احدهم بتعاونه مع الاخرين مما ادى لتكدس المعلرومات المكررة و المغلوطة و بطئ تمرير المعلومات الى الوحدات فى الشوارع مسببا خسائر كبيرة فى الارواح و المعدات فعلى سبيل المثال اهدرت القوات الجوية الخاصة SAS قدراتها بالعمل كدوريات و حواجز طرق و التى يمكن ان تقوم بها وحدات المشاة التقليدية بينما تتفرغ القوات الخاصة لعمليات اهم تناسب تدريبها المكثف على الاغارة و الكمائن و ادى تأخير المعلومات عن التفجيرات المحتملة و اسلوب صنع القنابل لضياع ارواح خبراء المفرقعات

و لتجاوز تلك الازمة انشأ الجيش البريطانى ( مجموعات التكليف و التنسيقTasking and coordination groups(TCGs) ) كجهة نهائية تصب فيها كل المعلومات الاستخبارية من كافة الاجهزة و عملائها فى الشوارع ليتم فرزها و تحليلها و توجيهها للمكان الصحيح عن طريق بناء قواعد ملعومات كمبيوترية بالتواريخ و الاشخاص و الصور و توقيتات المشاهدة و موقعها و مع ربط المواقع المتقدمة بنظام الكمبيوتر امكن تبادل المعلومات بين الوحدات على الارض و القيادة فى سرعة بمجرد الابلاغ عن النشاط المشبوه و التوجيه للرد الامثل

اما ثانى التحديات فكان فى الحصول على المعلومة من الاساس , ففى بداية الصراع لم تمتلك الاجهزة الاستخباراتية البريطانية عملاء مؤثرين داخل الجيش الجمهورى الايرلندى او شبكة دعاميه من المدنيين ليمدوها بما يطلق عليه ( المعلومات عالية الجودة High grade intelligence ) و التى ساهمت فى تصفية حركات تمرد اخرى و بالاخص التى اعتمدت على النظام القيادى الهرمى حيث يكفى انشقاق فرد واحد لكشف التنظيم كاملا و لكن ذلك لم يكن هم النظام المطبق فى الجيش الجمهورى الايرلندى حيث اعتمد اسلوب الخلايا العنقودية المتفرقة 
فلذلك وجب على البريطانيين التحلى باهم صفات وحدات مكافحة التمرد و هى المرونة , حيث رأى قادة الجيش الاهتمام بجمع ( المعلومات منخفضة الجودة low grade intelligence ) و شددوا على ان يكون كل الجنود و الضباط فى الشوارع عيون و اذان و ليس فقط قوات حفظ امن , فبحكم سيرهم المستمر فى دوريات و عبورهم نفس الشوارع و ملاقاتهم لنفس الناس كل يوم كونوا خبرة بما هو معتاد و بما هو لافت للنظر فكلما عادت دورية لقاعدتها و بعد نيل قسط صغير من الراحة يتم الجلوس فى حلقة نقاش لتفريغ كل ملاحظات افراد الدورية و ارسالها لوحدات الاستخبارات لتحليلها و بتراكم الملاحظات الصغيرة تحولت لمعلومات عالية الجودة 
و لكن ذلك لم يكن كافيا , فمع انتهاء فترة خدمات الوحدات و عودتها لارض الوطن و مجئ وحدات جديدة ليس لها خبرة فى الشارع تضيع القدرة على جمع المعلومات و تبدأ العملية من الصفر و لتفادى تلك المشكلة تم تبادل المعلومات بين الوحدات الخبيرة و من يحل محلهم قبل استلام مواقعهم ليبدأوا من حيث انتهى زملائهم و فى نفس الوقت اطيلت فترة خدمة ضباط الاستخبارات العسكرية فى مواقعهم للوصول بهم لاقصى درجة من التعود على المكان و الروتين اليومى بصفتهم المسئولين اولا و اخيرا عن جمع المعلومات

و لجعل عملية تناقل الخبرات اكثر منهجية كون الجيش البريطانى ( فريق ايرلندا الشمالية للاستشارات و التدريب Northern Ireland Training and Advisory Team (NITAT), ) و مهمة ذلك الفريق تلقين و تدريب كافة القوات المتوجهة للخدمة فى ايرلندا الشمالية على كل ما يتعلق باساليب قتال المتمردين و بناء تنظيماتهم و الظروف الاجتماعية و السياسية فى مناطق الخدمة و قواعد الاشتباك و نوعية العمليات التى يقوم بها الجيش لتصل الوحدات مزودة باحدث المعلومات عن منطقة عملياتها و روعى تحديث معلومات معلمى الفريق باحدث التطورات و المعلومات و البرامج التليفزيونية الواردة من مناطق الصراع لتكون الدورات التعريفية اقرب ما يكون للواقع

و على الجانب الاخر اهتمت قيادة الجيش البريطانى بتكوين علاقات ودية مع المواطنين و تشجيعهم على الادلاء بالمعلومات اما عن طريق خطوط هاتفية مؤمنة او عن طريق التواصل المباشر مع القوات المنشرة فى الشوارع و نبهت على قوات الاكمنة و الدوريات على ان يكون التعامل ( بحزم و ليس بعنف ) و هنا لعب عامل اللغة المشتركة دورا واضحا فى سهولة الادلاء بالمعلومات خصوصا مع ازدياد التململ الشعبى مع كل عملية دامية ضد المدنيين يقوم بها الجيش الجمهورى الايرلندى و التى سبب البعض منها صدمات حتى لمؤيديه 
و مع تبين اهمية الاهتمام بتحسين صورة الجيش فى الراى العام المحلى حيث توجد مقولة هامة فى ادبيات مكافحة التمرد ( ينبغى الا تقوم القوات النظامية بفظائع اكثر مما يرتكبه المتمردون ) حيث ينحاز الاهالى للمتمردين تلقائيا ان وجدوهم اكثر رحمة بهم و فقد تم تحجيم عمليات اغلاق الاحياء و المحاصرة و التفتيش من منزل لمنزل و الاعتقال العشوائى و الاحتجاز دون تهمة لفترات طويلة و التعذيب لانتزاع المعلومات ( بالرغم من ان التعذيب على المدى القصير كان فعالا فى الوصول لمعلومات هامة فى ظل الوضع الضبابى للصراع و لكن كل عملية تعذيب كانت انتصارا سياسيا و دعائيا للجيش الجمهورى الايرلندى ) و لكن مع الاعتراف ان بان نقاط التفتيش المفاجئة و عمليات الايقاف و التفتيش للمارة قد ساهمت فى الحصول على قدر كبير من المعلومات المطلوبة

2- غياب العمليات السرية التكتيكية : 
مع التاكد من ان المواجهة المباشرة و المعارك الفاصلة لم تكن الطريق الامثل فى حرب طويلة كعادة حروب مكافحة التمرد فقد لجأت اجهزة الاستخبارات البريطانية لاستخدام طرق المراقبة الحديثة و اتباع المرونة الشديدة فى معالجة المعلومات 
كوضع نقاط مراقبة ( ( observation posts فى شكل شقق سكنية بداخل الاحياء الملتهبة او مجاورة للبنايات المشكوك فى امرها لمراقبة الروتين اليومى للحياة و اكتشاف اى تحركات مريبة و زودتهم بمعدات تقنية للمراقبة ليلا و نهارا و لكن تلك الفكرة فقدت سريتها فى الاحياء السكية حيث يعرف الجميع بعضهم و يمكن دائما التعرف على الغرباء المترددين على تلك الشقق فتم للجوء لتكوين فرق متخصصة فى التتبع و المراقبة على الاقدام او استخدام وسائل التتبع اللاسلكية و طائرات الحرب الاليكترونية لالتقاط الاتصالات و التصوير الجوى و استخدام الكاميرات لصنع بنك لصور المشتبه بهم للتعرف عليهم مستقبلا او مواجهة المعتقلين بهم و ( تعليم ) شحنات الاسلحة و المتفجرات باجهزة تتبع و تصنت و مراقبة خط سيرها و تقلاتها عبر البيوت الامنة للجيش الجمهورى الايرلندى

اما بالنسبة للمرونة فقد تمثلت اولا فى معالجة المعلومات الواردة من المرشدين و العملاء فى الشارع فقد كان من الاسلم عدم التحرك الفورى بناءا على المعلومة مما قد يعرض حياة المرشد للخطر بل الاستمرار فى مراقبة الشخص او البناية لحين الوصول لاكبر قدر من المعلومات و ترتيب الاغارة بما يكفل تحقيق النجاح الكامل و تقليل الخسائر فى افراد القوة المهاجمة و المرشدين على حد سواء 
اما ثانيا فمع الخبرة باسلوب عمل الجيش الجمهورى الايرلندى تم استنباط طرق مبتكرة لاحباط الهجمات 
فمثلا ان علمت اجهزة الامن بنية المتمردين اغتيال شخص ما فى منزله فانهم ان وضعوا كمين لشرطة المرور لفحص رخص القيادة بجانب بيت الهدف فسوف يصرف الارهابيون النظر عن مهاجمته و ان تم افتعال حادثة تصادم فى طريق احدى المجموعات المتوجهة للهجوم و جاءت الشرطة لمحل الحادث فقد يعودوا ادراجهم بما معهم من متفجرات حيث ينتظرهم كمين من رجال الامن فى مكان امن 
و مع التغيير المستمر فى حركة الدوريات و مواقع نقاط التفتيش و غيرها من الاهداف العسكرية اخل الجيش بخطط المتمردين و حرمهم من الترتيب لهجمات دقيقة و مع تلك التصرفات ( السخيفة ) امكن اضاعة الكتير من الوقت و المجهود المنصرفين فى التخطيط للعمليات الارهابية على لا شئ

الخاتمة :

لم تنه القوة العسكرية الصراع فى ايرلندا الشمالية بنصر مبين للبريطانين و الموالين لهم اذ استمر الجيش الجمهورى الايرلندى فى الوجود و اضطر الجانبين لتشارك السلطة و تقديم التنازلات فى اتفاق الجمعة العظيمة لكن ما نجح فيه البريطانيون هو تمكنهم بشكل او اخر من تحجيم نشاطات الجيش الجيش الجمهورى الايرلندى مثلا ففى عام 1972 وحده لقى 103 جندى بريطانى مصرعهم لينخفض العدد ل 96 جندى فى عقد الثمانينات كاملا مما احبط المتمردين و جعل الحل السلمى اقرب لطاولة المفاوضات من الاستمرار فى صراع خاسر 
طرحت عمليات مكافحة التمرد فى ايرلندا الشمالية فكرة ( الحروب الطويلة ) حيث لا يقاس التقدم فيها بعدد المعارك الفاصلة او بمساحات الارض المحتلة و لكن بخسائر المتمردين من رجال و عتاد و الذين ليس من الممكن تعويضهم بسهولة و اكدت على ان الصفات الاكثر اهمية فى تلك الصراعات هى الصبر و الانضباط و المرونة و العمل على انهاء الصراع بالعمل على عدة جبهات مدنية و عسكرية بينما ينحصر العمل العسكرى فى تضييق خيارات العدو لدفعه للتنازل و التفاوض و ليس لانهاء الصراع كليا


No comments:

Post a Comment