Thursday, May 25, 2017

ايام فاصلة : معركة امبابة 1789


كل الناس تفتكر الصدمة الحضارية اللى جاتلهم اول ما سافروا برة مصر او قابلوا حد اجنبى , سواء كان احلى او اسوء من المصريين المهم كان فى صدمة نتيجة الاختلاف ايا كان فتخيل بقى لو الصدمة دى كانت فى ميدان معركة ضد جيش غازى جايلك من اخر الدنيا زى اللى حصل للمماليك و الفرنسيين

اثناء التحضيرللحملة الفرنسية مكانش فى اكثر غرابة من وجهة نظر طرفين الصراع عن بعض , الفرنسيين الى لسة طالعين من ثورة عنيفة شالت الملكية اللى بقالها قرون و عندهم اندفاع شديد للعلم و التحديث و اغلب جيشهم شباب صغير متحمس حاولوا يكونوا وجهة نظر عن المماليك و عن مصر عموما و ملقوش الا كتب الرحالة الاجانب و تقارير القناصل بتوعهم فى مصر اللى كان اغلبها مليان هرى لكن طلعوا منها بشوية حقائق
 و الناحية التانية المماليك كانوا فعليا فى كوكب تانى حاجة كدا اشبه بعالم الف ليلة و ليلة من البذخ و الدلع و الصراعات و الخيانات و لسة شايفين ان العالم متغيرش كتير عن زمن الحروب الصليبية اما الفارس بسيفه و درعه ينازل فارس تانى و طبعا راجل راجل محدش يقدر على المملوك اللى متدرب من و هو طفل على الفروسية لكن الحقيقة الدنيا برة مصر كانت اتغيرت حبتين

نزلت الحملة الفرنسية فى الاسكندرية و استولت عليها يوم 2 يوليو 1798 فى ساعة واحدة لان ببساطة مكانش فيها الا مدفع مصدى و حامية ضعيفة جدا و بعدها اتقدمت لرشيد ثم مشيت مع الطريق الزراعى حاليا و دخلت فى معركتين ضد المماليك فى الرحمانية و شبراخيت و النتيجة كانت دايما لصالح الفرنسيين و هنا الطرفين جربوا بعض و ايقن المماليك ان النتيجة دائما و ابدا حتبقى ضدهم و ان الخيول و السيوف و البنادق التعبانة مش حنتفع قدام المدافع الفرنسية و ان الشجاعة و الفتونة حتتسحل قدام التنظيم و الانضباط

لكن كان الامل فى معركة فاصلة قدام القاهرة تحدد كل شئ فبعد شبراخيت رجع مراد بيك للقاهرة عشان يجهز للمعركة رغم وصول اخبار الهزيمة للناس و حدوث حالة من الذعر و السلب و النهب وقفها بالعافية مراد بك و اتفق مع شريكه فى الحكم ابراهيم بيك على انهم يواجهوا الفرنسيين فى صحراء امبابة فى معركة مفتوحة
جيش المماليك مكانش كبير , عشر الاف الف فارس و خدمهم فقط مع اعداد من العربان اللى متمضنهمش و دا لان المماليك اثناء حكمهم حرصوا ان عامة الشعب المصرى ميدخلوش الجيش او يتعلموا حمل السلاح عشان يبقى سهل يحكموهم و يسيطروا على اى تمرد بسرعة
و رغم كل دا المصريين (اولاد البلد زى ما بيتقال عليهم ) شالوا النبابيت و الحراب و اى بلوة يعرفوا يشيلوها و خرجوا مع الجيش المملوكى كلهم امل فى دحر الكفار و الفرنسيس و الكائنات الفضائية اللى ميعرفوش عنها اى حاجة
كل دول بقى كانوا مضطرين يواجهوا جيش نابليون المكون من 25 الف مقاتل من صفوة الفرسان و المشاة و المدفعية و فوقهم طقم قادة ممتاز و اغلبهم خدموا فى معارك مع نابليون فى ايطاليا و متنقيين بالواحد

مراد بيك مكانش مأمن لابراهيم بك انهم يخشوا فى المعركة سوا لان المماليك مشهورين بالغدر ببعض و ممكن وسط المعركة حد فيهم يهرب و التانى يتعجن فقرر مراد انه يواجه نابليون باغلبية قواته فى الضفة الغربية للنيل فى امبابة و ابراهيم يتابع بجنوده المعركة من القاهرة (على الضفة الشرقية ) و يتدخل عند الطلب و دا كان اول سلسلة الغباء لليوم دا انه قسم افضل القوات لنصين ميقدروش يساعدوا بعض لان بينهم النيل و مفيش جسور عليه
اما تانى السلسلة كان ان مراد خلع مدافع السفن النهرية و جرها لامبابة و حطها فى معسكر ساب فيه 20 الف من الاهالى المصريين مع الامتعة و الاكل و السلاح الاحتياطى و تقدم بفرسانه عشان يواجه الفرنسيين

نابليون بلغه الهبل دا كله فقرر حاجة بسيطة جدا يخلى فرسان المماليك يبعدوا على قدر الممكن من المعسكر و الفرنسيين يواجهوهم بعيد عن مدى المدافع المصرية و فى الخباثة يبعت فرقة فرنسية تتسلل ورا المعسكر المصرى و تقطع الطريق للجيزة على اى محاولة للهرب او لانقاذ جيش مراد بيك
و  قد كان , يوم 21 يوليو 1798 بدأت المعركة بهجوم عنيف لفرسان للمماليك على مربعات المشاة الفرنسيين اللى بقت زى القنفد غابة من حراب البنادق طالعة لبرة و رصاص و طلقات مدافع نازلة ترف يمين و شمال على المماليك و هم بيجروا من مربع للتانى بيدوروا على ثغرة يخشوا منها لحد ما شبه اتمسحوا و بدأ التراجع للمعسكر عشان يحتموا وسط المصريين و مدافعهم
و لما بدأ التراجع ظهرت مشكلة هى اخر حلقات مسلسل الغباء , المدافع ملهاش عجل فمش بتتحرك يا دوب ضربت طلقة واحدة على الفرنسيين و ساعتها كان المشاة الفرنسيين وصلوا للمدافع و قتلوا المدفعجية و هنا بقى كل واحد بينفد بروحه مراد بك و رجالته عرفوا يخلعوا و يدخلوا القاهرة يلموا ثرواتهم عشان يهربوا للصعيد و ابراهيم بيك اللى كل دا بيتفرج بكل برود رجع بيته و لم الهدمتين و هرب على الشام
اما المصريين فلقوا الفرنسيين من قدامهم و من وراهم و بقت مذبحة و اللى هرب رمى نفسه فى النيل و غرق و نابليون دخل القاهرة منتصر بعد اتفاق مع المشايخ و الاعيان

نتيجة معركة امبابة كانت حوالى 3 الاف قتيل من المماليك قدام 29 من الفرنسيين و مقدرش اعلق على اى حاجة بعد الارقام دى لكن اللى يزعل اكتر ان المؤرخين مدوناش كام واحد من ال 20 الف مصرى ضاعوا فى النص
حتى فى الموت اتنسوا رغم انهم لا يقلوا شجاعة عن طرفين القتال الحقيقى دا يمكن يزيدوا
الزتونة :
مراد بيك لما جاله خبر تحرك الحملة الفرنسية كان فاكرهم (صليبيين ) و اقصى اقتراحاته لصدها انه يدفعلهم اتاوة و يمشوا ( عايز يكرمش للحملة الفرنسية خمسيناية يعنى )
فواحد مخه عطلان فى القرن ال 13 اساسى حيتطحن فى القرن ال 18
قاتل الله الغباء و الاغبياء يا جماعة
و شكرا
 المصادر : كتب ( نابليون فى مصر - كتاب النيل الازرق )

الصورة : معركة امبابة ( الاهرامات مكانتش تتشاف من المكان دا لكن لان نابليون drama queen حب يدى االمعركة اسم شاعرى فسماها الاهرام بدل امبابة على اسم القرية الصغيرة اللى كان فيها معسكر المصريين )






















No comments:

Post a Comment